المفصليات البحرية - خيار البحر ودورة حياته
--------------------------------------------------------------------------------
ينتمي ( خيار البحر ) للحيوانات البحرية اللافقارية المسماة ( الجلد شوكيات ) ويوجد من خيار البحر ( 1250 ) نوع على مستوى العالم بينما يوجد في البحر الأحمر ( 80 ) نوعاً .
وخيار البحر يعيش على القاع إما مدفوناً في الرمال أو تحت الصخور وبين الشعاب المرجانية والطحالب والنباتات البحرية , ويحب المناطق المظلمة ويمشي في إتجاه عكس إتجاه الضوء , وينشط ليلاً ويختفي نهاراً حيث له القدرة على الحفر ودفن نفسه تحت الرمال , خيار البحر له القدرة على تعويض الأجزاء المفقودة منه إذا تعرض لأي خطر وهجوم .
ومن أشهر أنواع خيار البحر الأنواع التي تنتمى إلى عائلة ( الهيلوثريا Holothuria ) والتي تتميز بسماكة جدار الجسم وكبر الحجم وتعدد أنواعها .
خيار البحر من الحيوانات التي تتأقلم على المعيشة في أكثر من بيئة بحرية وعلى أعماق تتراوح من صفر إلى عمق 4000 متر ويتحمل درجات حرارة مختلفة قد تصل إلى درجة التجمد وهو من الحيوانات وحيدة الجنس ( ذكور وإناث ) ولا يمكن التفريق بينهما من الشكل الخارجي .
دورة حياة خيار البحر :
إذا أجتمع عدد كبير من الإناث والذكور في نفس المكان تقوم الإناث في موسم وضع البيض بدفع البيض من المنسل إلى مياه البحر ونظراً لوجود مادة كيميائية في البيض تثير الذكور لدفع الحيوانات المنوية التي تنجذب بشدة إلى البيض ويحدث الإخصاب في البحر ( عملية وضع البيض عادة في المناطق الضحلة التي تقل عن 15 متر )
بعد الإخصاب تخرج اليرقات إلى المياه حيث تكون في حالة هائمة تتقاذفها الأمواج في البحر لعدة شهور حتى تنمو خلالها إلى حيوانا ت صغيرة قادرة على الإستقرار على القاع حيث تدفن نفسها في الرمال وتحت الصخور والطحالب
تتغذى الصغار على الطحالب والأعشاب البحرية والمواد العضوية الموجودة في الرمال
تنمو الصغار ببطء شديد حوالي ( 5 - 20 سم / سنة ) وتصل إلى مرحلة النضج الجنسي بعد خمسة سنوات في بعض الأنواع
أهمية خيار البحر للبيئة البحرية :-
يعتبر خيار البحر صديق البيئة الأول حيث يقوم بدور هام في المنظومة البيئية و يلعب دوراً هاماً في عملية الإتزان البيئي بين مختلف الأنواع والفصائل في البيئة البحرية يتمثل دوره في الأتي :
1- يتغذى على المواد العضوية المنتشرة في الرواسب بعملية تسمى ( البلعمة ) حيث يأخذ الرواسب وما بها من مواد عضوية ويقوم بهضم إحتياجاته الغذائية ثم يقوم بطرد الفضلات وهى عبارة عن رمال تكون مشبعة بالأملاح الغذائية والتي تساعد على نمو الطحالب والنباتات البحرية والتي تكون منتشرة بغزارة في أماكن تجمع حيوانات خيار البحر
2- يقوم الحيوان بعمل ترشيح للمياه والتي تكون مشبعة بالمواد العالقة المختلفة ومنها يرقات أنواع أخرى من الحيوانات البحرية مثل ( نجم البحر ) وخلافه مما يحد من إنتشارها بصورة وبائية قد تؤثر أو تؤدي إلى إتلاف المنظومة البيئية البحرية كما في حالة إنتشار نجم البحر الشوكى وما سببه في إتلاف الشعاب المرجانية .
3- بويضات ويرقات خيار البحر تعتبر غذاء جيد لبعض أنواع الأسماك واللافقاريات الأخرى .
4- يقوم بعملية تقليب للتربة القاعية في نطاق المد والجزر حيث يقوم بشفط وإبتلاع الرمال والحصى والطين ويهضم ما يحتاجه منها في فترة زمنية تقدر بإحدى عشرة ساعة ويطرد الفضلات .
إن عمليات التقليب هذه في نطاقات المد والجزر تؤثر على الرواسب التحت سطحية وتسبب في تغير التكوينات الدقيقة للرواسب التحتيه وخواصها وتساعد على عدم تصلب القاع وتعفنه من الرواسب العضوية ولقد وجد إن جنس ( ( Stichopus يقوم بتحريك مابين 500 إلى 1000 طن من الرواسب التحتيه في السنة في مساحة 1.7 ميل مربع أما جنس ( H.atra ) فقد ذكر الباحثون أنه يبتلع 3.93 جرام / يوم مما يعنى إن تجمعات هذا الحيوان قد تكون مسئولة عن تقليب 4600 كجم من الرواسب في السنة لكل ألف متر مربع خصوصا في ألاماكن التي يكثر فيها النشاط البشري من تجريف وردم وصرف صحي وخلافه .
5- يحافظ على قلوية الماء حيث يقلل قيمة الأس الهيدروجينى في الماء الذي يخرج من الحيوان نتيجة العمليات الحيوية داخل الحيوان ولهذا أهميته في المحافظة على الوسط البيئي في البيئة البحرية من أجل المحافظة على باقي الحيوانات الأخرى ولقد ثبت من التجارب المعملية أن الأس الهيدروجيني ( ph ) للمحتوى المائي للحيوان 6.6 و 7.3 بمتوسط 6.96 .
6- أهم دور للخيار في البيئة البحرية قدرته على فصل الملوثات البترولية من الماء المحيط به وتجمعه في حويصلات داخل جسم الحيوان ويحولها إلى صور أكثر كثافة قابلة للترسيب وتنفصل مع الرواسب القاعية.
7- بعض أنواع الأسماك الصغيرة تنظف الفتحة الخلفية ( فتحة الشرج ) لخيار البحر وتتغذى على بقايا ومخلفات الحيوان كما أن بعض الديدان الدقيقة لها علاقة بخيار البحر وخاصة على الجلد حيث تقوم هذه الديدان بتنظيف الجلد من الخارج من المواد الغذائية المفيدة لها .
من ما سبق تتضح أهمية تواجد هذا الحيوان في البيئة البحرية والمحافظة عليه لحفظ التوازن البيئي في البيئة البحرية وسبحان الله أحسن الخالقين الذي لم يخلقه عبثاً .
أهمية خيار البحر للإنسان :
عرف الصينيون فوائد خيار البحر منذ أكثر من 5000 عام حيث عرفوه كغذاء ودواء لإحتوائه على نسبة عالية من البروتين وعلاج لعديد من الأمراض وخيار البحر يحتوى على نسبة عالية من الأحماض الدهنية الغير مشبعة ويعتبر مصدر جيد للفيتامينات ( C , B3 , B2 , B1 , A ) كما أنه غني بالأملاح المعدنية مثل ( الكالسيوم والحديد والمنغنيز والزنك والفسفور ) .
ولخيار البحر فوائد طبية هامة حيث تم إستخلاص مادة ( الميكوبوليسكارايد ) التي تكون السائل المفصلي للإنسان وتكوين الغضاريف لذا يستخدم كعلاج لالتهاب المفاصل والأمراض الروماتيزمية كما وجد لخيار البحر فوائد في التنشيط الجنسي للرجال لذا يصنع منه في بعض دول شرق آسيا كبسولات تحتوي على مسحوق خيار البحر المجفف والمحمص وتجرى التجارب على إستخلاص علاج لأمراض السرطان والإيدز من بعض أنواع خيار البحر .
الأضرار الناتجة عن الصيد الجائر لخيار البحر :
نظراً لدورة حياة خيار البحر التي تعتبر طويلة للتعويض عن المفقود منه حيث يستغرق نمو البيضة الملقحة إلى أن تصبح حيوان بالغ من خمسة إلى ثمانية سنوات لذا فأن الصيد الجائر لهذا الحيوان يشكل خللاً خطيراً للمنظومة البيئية المكونة من تكامل الأحياء البحرية فيما بينها ويترتب عليه العديد من المشاكل على المدى البعيد وهي : -
1-تغير طبيعة الرواسب في نطاقات المد والجزر يترتب عليها هلاك وإختفاء أنواع كثيرة من الكائنات التي تعيش في تلك النطاقات .
2-إرتفاع درجة قلوية المياه يهدد الهياكل الصلبة للحيوانات القاعية مثل ( الشعاب المرجانية والمحاريات والقواقع ) وبعض الطحالب وذلك لإرتفاع معدلات إذابة كربونات الكالسيوم عندما تتعدى درجة الأس الهيدروجيني 9 .
3-إرتفاع معدلات التلوث البترولي وخاصة المواد الذائبة في عمود الماء حيث أن خيار البحر له القدرة على إمتصاص تلك المواد والقيام بدور الفلترة .
4-إزدياد معدلات تكاثر الحيوانات التي يلتهم خيار البحر يرقاتها مما يؤثر على الإتزان البيئي وتوزيع الكائنات في نطاقات المد والجزر ومثل ذلك الإرتفاع المفاجئ في معدلات تكاثر نجم البحر ألشوكي الذي يتغذى على الأجزاء الرخوة من الشعاب المرجانية الأمر الذي يؤدى إلى موتها بما يسمى ظاهرة إبيضاض الشعاب وهجرة الأسماك من المنطقة .
5- إزدياد كمية وحجم الطبقة العضوية المتراكمة فوق الرواسب مما يزيد من معدلات العكارة وتصلب القاع ونمو كائنات أخرى ضارة بالبيئة البحرية تؤثر بالتالي على كائنات أخرى إقتصادية هامة للإنسان .
6-موت كثير من الأسماك الصغيرة والديدان والطحالب التي تتغذى على إخراجات الخيار .
كيفية المحافظة على هذا الحيوان :
الله جل جلاله خلق البحر وما به من مخلوقات وسخرها للإنسان للأكل والزينة ومن حكمته جل جلاله الإتزان في كل شيء وأمرنا سبحانه بعدم الإسراف في كل الأمور حتى في الصيد للأحياء البحرية التي تكمل فيما بينها المنظومة البيئة فإذا تعرض أحد الأحياء البحرية للصيد الجائر تأثرت المنظومة البيئية وإختل التوازن وطغت أنواع على أنواع اضعف منها.
لذا يجب وضع الضوابط والقوانين في إدارة المصايد للمحافظة على هذا الحيوان من الصيد الجائر وذلك بالاتي :
1- إيقاف إعطاء تراخيص جديدة
2- عمل حظر الصيد في موسم تكاثر الحيوان
3- تحديد طول يمنع صيده
4- عمل مناطق محمية يمنع الصيد فيها
5- قفل منطقه وفتح منطقة للصيد
6- السماح بصيد نوع ومنع صيد نوع آخر
7- يمكن إستخدام السنوات الفردية والسنوات الزوجية في قفل الصيد في المناطق .