السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
اقدم لكم هذه التذكره اخواني في الله
حتي تبتعدوا عنها نهائيا ، جزاكم الله كل
خير
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
الحمد لله الذي تفرد
بالكبرياء، وتوحد بالبقاء، وتنزه بربو بيته عن الأشباه والنظراء، الملك الذي عمَّ
كلَّ مخلوقٍ بالفضل والعطاء، الجبار الذي خضع كُلُّ متجبرٍ لعظيم سُلطانه، المطلع
على ظاهر العبد وسريرته، أحمده وأشكره على أن هدانا للإسلام، وأصلي وأسلم على رسوله
محمدٍ وعلى آله وأصحابه الكرام، وسلم تسليماً كثيراً، أما
بعـــــــــــــــــــــــــد:
فإن الله تعالى يقول:{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}
وقال صلى الله عليه وسلم [ الدين النصيحة
(قال ثلاثاً) قلنا: لمن؟ قال: " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم]
أخرجه مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه
يا عباد الله: إن لكل أمة
عيداً، فللمسلمين أعيادُهم، ولليهود أعيادُهم، وللنصارى أعيادُهم، وللوثنيين
أعيادُهم، فالأممُ الجاهلية المنحرفة عن دين الإسلام لها أعيادٌ كما أنَّ للمسلمين
أعياداً، ولا يجوز للمسلم أن يشارك أعداء الله في أعيادهم.
فعن أنس بن مالك رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال:
ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال صلى الله عليه وسلم: إن
الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر. أخرجه أبو داود
عباد
الله: إن بعض المسلمين- هداهم الله تعالى إلى الحق الصواب رداً جميلاً- يشاركون
النصارى في أعيادهم، وهذا أمر محرم وأثمه كبير، فلا يجوز مشاركة النصارى أو غيرهم
من الكفار في أعيادهم بأي لون من المشاركة من كلام أو هدية أو عطلة للعمل، قال عمر
بن الخطاب رضي الله عنه: [ اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم ]
فالأعياد الشرعية
ثلاثة: عيد الأسبوع وهو يوم الجمعة، وعيد الفطر، وعيد النحر، وليس في الإسلام سواها
عيد، وما عداهما من الأعياد المحدثة كالأعياد الوطنية وأعياد المولد وعيد الربيع
(شم النسيم)والثورات والاستقلال وغير ذلك، كل ذلك ابتداع محرم.
قال شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمة الله عليه:" الأعيادُ شريعةُ الشرائعِ فيجبُ الإتباعُ لا
الابتداع"
وقال أيضاً في كتابه"اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم":
مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هُمْ عليه من الباطل وربما أطمعهم
ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء. انتهى كلامُه.
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو
آثم سواءً فعلهَ مجاملةً أو تودداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من
المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
وهذه نص فتوى
سماحة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله تعالى عليه، في حكم تهنئة
الكفار بعيد رأس السنة، يقول فيها جواباً على السؤال المطروح:
بسم الله الرحمن
الرحيم
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
السلام عليكم ورحمة الله
وبركانه.. وبعدُ:
السؤال:ما حكم تهنئة الكفَّار بعيد "الكريسمس"؛ لأنهم يعملون
معنا؟ وكيف نردُّ عليهم إذا حَيَّونا بها؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي
يُقيمونها بهذه المناسبة؟ وهل يأثَمُ الإنسانُ إذا فعل شيئاً مما ذُكر بغير قصدٍ
وإنما فعله إما مجاملةً أو حياءً أو إحراجاً أو غير ذلك من الأسباب وهل يجوز
التشبَّه بهم في ذلك؟ أفتونا مأجورين:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم
السلام ورحمة الله وبركاته...
الجواب: تهنئة الكفار بعيد "الكريسمس" أو غيره من
أعيادهم الدينية حرامٌ بالاتفاق كما نقل ذلك ابن القيم- رحمه الله – في كتابه
[أحكام أهل الذمة] حيث قال: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق
مثلُ أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيدٌ مباركٌ عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه؛
فهذا إن سلم قائلُهُ من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يُهنئه بسجوده للصليب؛
بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشدُّ مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب
الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممَّن لا قَدْرَ للدِّين عنده يقع في ذلك ولا يدري
قُبْحَ ما فعل، فمنْ هنَّا عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه.
انتهى كلامه رحمه الله.
وإنما كانت تهنئةُ الكُفَّار بأعيادهَمُ الدينيةِ حراماً
وبهذه المثابة التي ذكرها ابنُ القيم؛
لأنَّ فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر
الكفر ورضيً به لهم وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحْرُمُ على المسلم
أن يرضى بشعائر الكفر أو يُهنِّئَ بها غيره؛ لأنَّ الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال
اللهُ تعالى: { إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى
لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ }(1)، وقال
تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}(2)
وتهنئتُهُم بذلك حرامٌ
سواءٌ كانوا مشاركين للشخصِ في العملِ أم لا.
وإذا هَنَّئونا بأعيادهم، فإننا لا
نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعيادٍ لنا، ولأنها أعيادٌ لا يرضاها اللهُ تعالى
لأنها إما مُبْتَدعَةٌ في دينهم وإما مشروعةٌ، ولكن نُسخت بدين الإسلام الذي بعث
الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق وقال فيه:
{ وَمَن يَبْتَغِ
غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ }(3)
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرامٌ،لأنَّ هذا أعظمُ
من تهنئَتهم بها لِمَا في ذلك من مشاركتهم فيها وكذلك يحرمُ على المسلمين التشبه
بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق
الطعام أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم :{ منْ تشبه بقوم
فهو منهم }.
قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية في كتابه"اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة
أصحاب الجحيم": مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هُمْ عليه من الباطل
وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء. انتهى كلامُه.
ومن فعل
شيئاً من ذلك فهو آثم سواءً فعلهَ مجاملةً أو تودداً أو حياءً أو لغير ذلك من
الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم
بدينهم.
والله المسئول أن يعزَّ المسلمين بدينهم ويرزقهم الثبات عليه
وينصرهم على أعدائهم إنه قويٌ عزيز.
والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله وسلَّم
على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبـــه محمد الصالح
العثيمين
قلت: المسلم الحق لا يوجد عنده أعز عليه من دينه، فلا يجامل أحداً من
الخلق على حساب دينه وعقيدته، ومن الكلمات المأثورة عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر
بن الخطاب رضي الله عنه: [ إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا
العزة في غيره أذلنا الله تعالى ]
والله أسألُ أن يعزَّ المسلمين بدينهم ويرزقهم
الثبات عليه وينصرهم على أعدائهم إنه قويٌ عزيز.
والحمد لله ربِّ العالمين وصلى
الله وسلَّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه
أجمعين.