*
.... سندخل فى العشر الأواخرمن رمضان .... وستبدأ اليالى المهمة ......
بعد يوم واحد سندخل فى الثلث الأخير من شهر رمضان ....... وهذا يتطلب منا
أمور معينة وإستعدادات خاصة مختلفة عما سبق فى الأيام السابقة .
* فالثلث الأخير من شهر رمضان له إعتبار خاص فقد كان رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فى العشرين الأول من شهر رمضان تكون عبادة بين ( الصلاة – القيام – النوم ) ....... أما فى العشر الأواخر فكان لاينام إلا قليلا ً .
عن عائشة " رضى الله عنها " قالت : ( كان الرسول " صلى الله عليه وسلم " يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر الأواخر شمر وشد المئزر ............ كان " صلى الله عليه وسلم " يحيى الليل كله ..... "يعنى يحيى الليل إلا قليل " ........... فمن أحيا الليل إلى نصفه كان كمن أحيا الليل كله ).
قالت عائشة " رضى الله عنها " : ( ما اعلمه " صلى الله عليه وسلم " قام ليلة حتى الصباح ) .
فى الصحيحين عن عائشة " رضى الله عنها " قالت : ( كان رسول الله " صلى الله عليه وسلم " إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وايقظ أهله ) . " هذا لفظ البخارى " .
عن عائشة " رضى الله عنها " قالت : ( كان رسول الله " صلى الله عليه وسلم " كان يجتهد فى العشر ما لا يجتهد فى غيره ) . " عند مسلم " .
فهذا الإجتهاد إما انه لتوديع رمضان و إشباع النفس من العمل الصالح وإغتناما ً للوقت قبل فوات الآوان ....... أو لطلب ليلة القدر .
* فكل عبادة كان الرسول " صلى الله عليه وسلم " يحرص على أدائها قبل فواتها. فمثلا ً : الكعبة الشريفة فقد حثنا النبى " صلى الله عليه وسلم " على الإكثار من الطوف حولها قبل أن تهدم فى آخر الزمان .
وكذلك القرآن : سيرفع من الصدور والسطور قبل يوم القيامة كما قال النبى " صلى الله عليه وسلم " يأتى على كتاب الله ليلة فلا يبقى منه آية ...
* لقد كان الرسول " صلى الله عليه وسلم "
يعتكف فى كل رمضان عشرة أيام طلبا ً لليلة القدر ........فإعتكف أولا ً فى
العشر الأوائل ..... ثم إعتكف فى العشر الأواسط...... ثم إعتكف فى العشر
الأخير .......... كان يعتكف فى كل عام عشرة أيام فلما كان العام الذى توفى
فيه إعتكف عشرين ليلة ...كلمودع للدنيا ..... وكلمودع لشهر رمضان .
وكان جبريل
يعارضه القرآن فى كل رمضام مره ...... فلما كان العام الذى توفى فيه عارضه
جبريل القرآن مرتين ....... أيضا ً كلمودع للقرآن فكان يستزيد منه قبل أن
يفارق الدنيا ....... وهكذا ....... ودع النبى " صلى الله عليه وسلم " رمضان بالإعتكاف عشرين ليلة ....... وودع القرآن بأن دارسه مرتين لجبريل ........... يمتع نفسه " صلى الله عليه وسلم " ويشبعها بالعبادات قبل مفارقة الدنيا .........!!!
وهكذا كان النبى " صلى الله عليه وسلم " يجتهد فى العشر الأواخر فى العبادة ملا يجتهد فى العشرين السابقة مستزيدا ً منه قبل أن يفارقه...
فماذا أنتم
فاعلون أيها الأخوة فى العشر الأخير قبل أن ينتهى رمضان؟ ..... فماذا أنتم
فاعلون مع القرآن ؟ وماذا أنتم فاعلون فى صلاة القيام ؟ وماذا أنتم فاعلون
فى كل أبواب الخير.......؟
أمامكم ليلة القدر .... وكان النبى " صلى الله عليه وسلم "
يستثمرها ويلتمس أجرها وثوابها وخيرها .... فى العشر الأواخر كان النبى
يشد مئزره ...... ويعتزل نساؤه ........ ويحيى ليله ....... ويوقظ أهله
...... كان يوقظ الصغير والكبير و الذكور و الإناث . فقد جاء من حديث على "
رضى الله عنه " أن النبى " صلى الله عليه وسلم ": ( كان يوقظ أهله فى العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطبق الصلاة ) . ....... كان النبى " صلى الله عليه وسلم " يوقظهم للصلاة . فكان يوقظهم من النوم حتى يصلون ........ هكذا كان سلفنا الصالح .........فماذا نحن فاعلون هل نتشبه أم لا ؟
* لقد كان النبى " صلى الله عليه وسلم " يطرق على فاطمة وعليا ً ليلا ً فيقول لهما ألا تقومان فتصليان ....
هذه هى حياة الإيمان... هذه هى محبة الرحمن... هذا هو إغتنام الدنيا .......
كان عمر :رضى الله عنه " يصلى من الليل حتى إذا كان نصف الليل ايقظ أهله للصلاة يقول لهم الصلاة الصلاة ويتلوا قول الله تعالى : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) .
* وكان سفيان الثورى يحب إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد باليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده للصلاة.
فماذا أنتم فاعلون أيها الأحباب فى العشر الأواخر ......؟