hosam
...::| عضــوية خـاصة|::...
عدد المساهمات : 1865
| موضوع: شهر الصيام.. فضائل وأحكام الأحد يوليو 24, 2011 5:51 pm | |
| الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.أمّا بعد:فإنّنا نستقبلُ ضيفاً عزيزاً لا يَفِدُ إلينا إلا مرَّةً في العام، يزورنا غِبّاً؛ فنزدادُ له حُبّاً، ضيفٌ تخفق بحبه القلوب، وتشرئبُّ إليه الأعناق، وتتطلّع الأعين لرؤية هلاله، وتتعبّد النفوسُ المؤمنةُ ربَّها بذلك.وهذا الضيف الكريم المبارك يعرفه المؤمنون حقاً؛ لأنهم هم أنفسَهم الذين يؤدّونه حقَّه، ويقدِّرونه قدره؛ فيكرمون وِفادَتهُ عدلاً وصدقاً.والله -تعالى- قد رفع قَدْرَ هذا الضيف في القرآن، وعلى لسان النبي العدنان -صلى الله عليه وسلم-، فجعل الخير كلَّه فيه؛ في أوّله ووسطه وآخره؛ قال -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: «لله عتقاءُ من النار، وذلك في كلِّ ليلة».... فلا شكَّ أنّك عرفت -أخي المسلم- مَن هو هذا الضيف!!إنّه شهر رمضان المبارك...تُرى؛ ما خصائصُه؟ وما فضائلُه؟! حتى تستعدَّ لاستقباله، تُشمِّر عن ساعد الجِدِّ لاهتباله؛ لتنال ما أودع الله فيه من خير وبركة ورحَمات.هذا الشهر أنزل اللهُ القرآنَ فيه، ولو لم يكن فيه إلا هذا الفضلُ لكفى، فكيف وفيه ما اللهُ أعلم به من مغفرة الذنوب، ورفع درجات المؤمنين، ومضاعفة الحسنات، وإقالة العثرات؟!وهو شهرٌ تُفَتّح فيه أبواب الجِنان، وتُغلق فيه أبواب النيران، وتُصفّد فيه الشياطين، ينزل فيه ملكان، يقول الأول: يا باغيَ الخيرِ أقبل، ويقول الثاني: يا باغيَ الشرِّ أقصِر.فيه ليلةٌ من حُرِمَها حُرِمَ خيراً كثيراً؛ ليلةٌ يُفرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم.إنّها ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر.وإنَّ الوقوف على هديه -صلى الله عليه وسلم- في كلِّ طاعةٍ أمرٌ في غاية الأهميَّة، خصوصاً هديَهُ في شهر رمضان؛ لأنَّ العمل الصالح لا يُرفع للعبد إلا إذا أخلص فيه لله، وجرَّد المتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فالإخلاص والمتابعة هما ركنا قَبول العمل الصالح، وهما كجناحي الطائر، فهيهات أن يُحلِّق طائرٌ بجناح واحد!!وفي هذه السطور نقف وإيّاك -أخي المسلم- على أحواله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان -باختصارٍ-؛ لتكونَ على بيَّنةٍ من هديهِ -صلوات الله وسلامه عليه-، فَمَن لم يكن مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هديه في الدنيا: لم يكن معه في دار الكرامة في الآخرة؛ إذ الفلاحُ في اتِّباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطناً، ولا يُنال ذلك إلا بالعلم النافع، ولا يُوجد علمٌ نافعٌ إلا بعمل صالح، فثمرةُ العلمِ النافعِ العملُ الصَّالحُ؛ كما وَرَدَ عن بعض أئمّة السَّلَف: «هَتَفَ العلمُ بالعمل؛ فإن أجابَهُ وإلا ارْتَحَل».فيا عبد الله! إليك أحوالَه(1) -صلى الله عليه وسلم- وهديَه- في رمضان؛ لتتأسى به؛ فتنالَ محبَّته وتُحشر معه -بإذن ربِّ العالَمين-:* كان -صلى الله عليه وسلم- لا يصوم حتى يرى الهلال رؤيةً مُحَقَّقةً، أو بإخبار العدل، أو بإكمال عدَّة شعبان ثلاثين يوماً.* وكان -صلى الله عليه وسلم- يكتفي -للرؤيةِ- بشهادة الواحد، وفي هذا حُجَّةٌ على قَبول خبر الواحد -عُموماً-.وثبت أنَّ الأُمَّة -جميعاً- صامت برؤية أعرابيٍّ جاء من البادية؛ فأخبر النبيَّ-صلى الله عليه وسلم- أنّه رأى الهلال، فأمر -صلى الله عليه وسلم- بلالاً أن يؤذن بالصيام.* وكان -صلى الله عليه وسلم- ينهى أمّته أن تتقدَّم رمضان بصوم يوم أو يومين؛ احتياطاً وتعمُّقاً؛ لذلك نهى عن صيام يوم الشكِّ.* وكان -صلى الله عليه وسلم- يُبيّت النيَّةَ من الليل قبل الفجر، وأمر أمَّته بذلك.وهذا الحكمُ من خصوصِّيات صيام الفريضة، أمَّا صيامُ النافلة؛ فلا يشملُه هذا الحكمُ.* وكان -صلى الله عليه وسلم- لا يُمسك عن الأكل والشرب والمفطِّرات حتى يرى الفجر الصادق رؤية مُحقَّقَةً؛ عملاً بقول اللهِ -تعالى-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [سورة البقرة: 187].وبيّن -صلى الله عليه وسلم- لأمّته أنَّ الفجر فجران: صادق وكاذب، فالكاذب لا يحرِّم طعاماً، ولا شراباً ولا جِماعاً، ولم يكن -صلى الله عليه وسلم- يُشَدِّد على أمته في رمضان ولا في غيره، فلم يَشرع لهم ما سُمِّيَ -بغير حقّ- أذان الإمساك!* وكان -صلى الله عليه وسلم- يُعجِّل الفطور ويُؤخِّر السّحور، ويأمر أمَّته بذلك، قائلاً: «لا تزال أمّتي بخير ما عجَّلوا الفِطر».* وكان بين سحورِه -صلى الله عليه وسلم- وقيامه لصلاة الفجر قَدْرُ قراءة خمسين آية؛ لأن من عادتهم -وقتئذٍ- قراءة القرآن وتدبّره؛ فرمضان شهر القرآن والتّلاوةِ.* وأمَّا أخلاقه -صلى الله عليه وسلم-: فحدِّث عن حُسنها ورِفعتها ولا حرج؛ فقد كان -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس أخلاقاً، كيف لا وخُلُقُهُ القرآن -صلى الله عليه وسلم-كما وصفته أم المؤمنين عائشة-.وقد أمر -صلى الله عليه وسلم- أمَّتَه بحُسنِ الخُلُق -خصوصاً الصائمين منهم-؛ فقال: «من لم يَدَع قول الزور والعمل به؛ فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامه وشرابه».* وكان يتعاهدُ أهله ويُحسن عِشرتهم -في رمضان- أكثر من غيره.* وكان لا يمنعُه الصيامُ من تقبيل أهله ومباشرتها -دون الجماع-، وكان أملكَ النَّاس لإرْبِه وشهوتِه، ويُكره ذلك للشابِّ الذي لا يملكُ نفسَه.* ولم يكن يدع السِّواك في رمضان وغير رمضان -لا في أول النهار، ولا في آخِره-؛ يُطهِّر به فاه ويُرضي ربَّه ومولاه.* وكان -صلى الله عليه وسلم- قد احتجم وهو صائم، ورخّص بالحجامة للصائم؛ وخلافُ ذلك منسوخٌ.* وكان -صلى الله عليه وسلم- يُجاهد أعداءَ اللهِ في رمضان، ويأمر أصحابه بالفطرِ؛ لِيَتَقْوَوا على ملاقاة عدوِّهم، ولا يفرُّوا إذا لاقَوْهُ؛ فرمضان شهر الجهاد والاستشهاد.ومِن رحمته -صلى الله عليه وسلم- بالأمّة أنْ رخَّص للمسافر بالفطر، وللمريض، والشيخ الفاني، والمرأة العجوز، والمرأة الحامل -أو المرضع-، فيقضي المسافر المريضُ مكانَ كلِّ يومٍ يوماً، ويُطعم الشيخ الفاني، والحامل -أو المرضع- عن كلِّ يومٍ مسكيناً.* وكان يجتهدُ في العبادةِ والقيام في رمضان ما لا يجتهد في غيره؛ خصوصاً في العشر الأواخر منه يتلَمَّسُ ليلة القدر.* وكان يعتكفُ في رمضان؛ وخصوصاً في العشر الأواخر.واعتكف في العام الذي تُوفي فيه عشرين يوماً، وكان لا يعتكف إلا صائماً.* وأمَّا مدارسته للقرآن: فلم يكن أحدٌ يجتهد اجتهاده، وكان جبريلُ يلقاه فيدارسه القرآن في رمضان؛ لأنه شهر القرآن.* أمّا جودُه وكرَمُهُ في رمضان فلا يُوصف؛ فقد كان -صلى الله عليه وسلم- كالريح المرسَلة بالخير؛ لا يخشى من ذي العرش إقلالاً.* وكان -صلى الله عليه وسلم- أعظمَ المجاهدين، ولم يمنعه الصيامُ من المشاركة في الغزَوات، فقد غزا ستَّ غزَواتٍ في تسع سنواتٍ؛ كلّها في شهر رمضان، وقام بأعمال عظيمةٍ جِسامٍ في رمضان، حيث هدم مسجد الضّرار، وهدم أشهَرَ أصنام العرب، واستقبل الوفود، وفتح مكة في رمضان.والخلاصةُ: أنّ شهر رمضان شهرُ اجتهادٍ وتضحية في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لا كما يفهمُ (ويفعل) كثيرٌ من مسلمي زماننا في جَعْلهِ(!) شهرُ دَعَةٍ وكسلٍ وخمولٍ وبطالة!!وظائف المؤمنِ في شهرِ الصّيامِ وللمؤمنِ في شهرِ رمضان وظائفُ شرعيّة، بيّنها له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في سنّته القوليّة، وسيرته العمليّة؛ إذ هو «موسم الخيرات؛ لأن نِعَمَ اللهِ على عباده -فيه- زائدةٌ على غيرهِ» -كما قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (1/31)-.وهذه الوظائفُ تنتظمُ أموراً مِن الأحكامِ الشرعيّة تشملُ شهرَه كلّه؛ مُفْعَمة بصنائعِ البرِّ، وأعمال التقوى:أولاً: الصّيام:وفضلُه -عُموماً- عظيمٌ، لقولـهِ -صلى الله عليه وسلم-فيما يرويه عن ربِّه-: «كُلُّ عَمَل ابن آدمَ له؛ إلا الصيام؛ هو لي، وأنا أجزي به، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه لَخُلُوفُ فم الصائم أطيبُ عندَ اللهِ من ريح المِسْك».ويبيّن ذلك المعنى: الروايةُ الأخرى: «كلُّ عملِ ابن آدمَ يُضاعَفُ: الحسنَةُ بِعشْرِ أمثالها، إلى سبع مئة ضعفٍ، قالَ الله -تعالى-: إلا الصومَ؛ فإنه لي، وأنا أجزي به...».وفوق هذا الفَضْل -بعمومِه- الفضلُ الخاصُّ الواردُ في شهر رمضانَ؛ لقولِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- : «مَن صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً؛ غُفِرَ له ما تقدَّم مِن ذنبِه».ويقولُ -صلى الله عليه وسلم-: «شَهرُ الصَّبر، وثلاثةُ أيّام مِن كُلّ شهرٍ: صومُ الدَّهر».و(شهر الصبر): شهر رمضان.قال ابنُ عبدالبرِّ -مُبيِّناً-: «والصومُ -في لسان العَرَب -أيضاً-: الصَّبرُ؛ {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب}، وقال أبو بكر ابنُ الأنباري: الصوم يُسمّى صبراً، لأنه حبسُ النّفسِ عن المطاعم والمشارب، والمنكح والشهوات».ثانياً: القِيام:وهو سُنَّةٌ في جماعةٍ طيلةَ الشهرِ المبارك، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّه من قامَ مع الإمام حتى ينصرف؛ كُتب له قيامُ ليلةٍ».وفي فضله يقولُ -صلى الله عليه وسلم-: «مَن قامَ رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبِه».وأكــملُ الهــدي في العَدَدِ الـذي يُصلَّى فيـه القيـامُ في رمضـانَ -وغيرِهِ- ما صحَّ عنه، وثبت مِن فعلهِ -صلى الله عليه وسلم-مِن صلاةِ الإحدى عشرة ركعةً-؛ لأنّه -صلى الله عليه وسلم- الأُسوةُ الكاملةُ، والقدوةُ التامَّةُ -في سائر شؤونِهِ وأحوالِه-.ثالثاً: الصَّدقة:إذِ الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- كانَ أجودَ ما يكونُ في رمضانَ.وهذا الجودُ يشملُ جميع معاني الصدقة، وأعمالِ الخيرِ؛ إذِ «الجودُ هو سَعَةُ العطاءِ وكثرتُه»، وهذا شاملٌ لكثير من أعمال البرِّ، وصنائع المعروف.رابعاً: تَفطير الصّائم:فقد حضَّ على ذلك رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ورتّب عليه كثيرَ الأجرِ، وعظيمَ الثوابِ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَن فطَّر صائماً؛ كان له مثلُ أجرهِ، غيرَ أنّه لا يَنقُصُ من أجرِ الصائم شيئاً».خامساً: قراءةُ القُرآن:فشهرُ رمضان هو شهرُ القرآن، وذلك كما في قوله -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].وفي السُّنَّة العمليَّة للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- تطبيقُ ذلك، فقد كان جبريل يُدارسُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- القرآن في كلِّ ليلةٍ مِن رمضانَ.سادساً: العُمرة:فقد روى الشيخانِ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أنّه قال: «عُمرة في رمضانَ تعدل حَجَّةً معي».ولا يفوتنا التّنبيه -ها هنا- إلى أنّه لم يَرِد في صحيح السُّنَّة النّبويّة فضلٌ خاصٌّ -صريحٌ- للعمرة في العشر الأواخر مِن رمضان...فانظروا -رحمكم الله- لهذا الفضلِ العامِّ ما أعظمَه، وما أفضلَه!سابعاً: تحرّي ليلة القَدْر:قال الله -تعالى-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر: 1-5].وفي «الصحيحين» أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قامَ ليلةَ القَدْرِ إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدّم من ذنبه»؛ وهي في وِتْرِ العشر الأواخر مِن رمضانَ.وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «يا رسول الله! إنْ وافقتُ ليلةَ القدر؛ ما أقول؟قال: «قولي: اللهمَّ إنّك عَفُوٌّ تحبُّ العَفو فاعفُ عَنّي».... ومّما يجبُ التحذير منه -عموماً- وفي شهر رمضان -خصوصاً- في هذا المقام- روايةُ الأحاديث الضعيفة، والموضوعة؛ وممّا قد يدخل في باب الكذب على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-..ومّما اشتَهر هذه الأيّام -وبخاصّةٍ بسبب الفتن التي يعيشها المسلمون!- حديثٌ يُنسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «يكون صوت في شهر رمضان»، قالوا: يا رسول الله! في أوله، أو في وسطه، أو في آخره؟ قال: «لا؛ بل في النصف من رمضان؛ إذا كان ليلة النصف من رمضان ليلة الجمعة: يكون صوت من السماء، يُصعق له... ثم يتبعه صوت آخر... والصوت في رمضان، والمعمعة في شوال، وتميّز القبائل في ذي القعدة...» إلى آخره! وله عدّة ألفاظ!!وهو حديث مكذوب؛ كما قال ابن الجوزي في «الموضوعات» (3/191)، والجَوْرَقاني في «الأباطيل» (2/82)...* وهناك مخالفات، وبدع ومحدثاتٌ -تتعلق بالصيام والقيام في رمضان- تخفى على كثير منها؛ نحن نذكرها لِنُحَذِّرَ الناسَ منها:- تعجيل السّحور، وتأخير الفطور!- الإمساك عن الأكل والشرب عند الأذان الأوّل -الذي يسمونه (أذان الإمساك)-!- إخراج الطعام والشراب من الفَمِ إذا سُمِع الأذان!- تقديم الأذان عن موعد الفجر الصادق -زعموا احتياطاً-!التلفظ بالنّية عند السحور!- تأخير الإفطار -بدعوى تمكين الوقت-!- توحيش الخطباء على المنابر في آخر رمضان، حيث يقولون: لا أوحشَ اللهُ منك يا رمضان، لا أوحش الله منك يا شهر القرآن!- الإمساك عن التّسوُّك بعد الزّوال!- نَقر صلاة التّراويح كنقر الغُراب؛ فإنَّ بعض الأئمة يصلّون التّراويح ثلاثاً وعشرين ركعة في أقلَّ من ثلث ساعة!- الاقتصار على سورة معيّنة في صلاة القيام؛ فبعض الأئمة يقرأ في التراويح -كلِّها- بسورة الفجر، أو الأعلى، أو ربع سورة الرّحمن!- الفصل بين كلِّ ركعتين بقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، ثم الصلاة والسّلام على رسول الله!- قولهم بعد الأربع ركعات الأولى: شيخ التحقيق أبو بكر الصدّيق ترضّوا عنه! وبعد ثمان ركعات: شهيد المحراب عمر بن الخطاب ترضّوا عنه! وبعد اثنتي عشرة ركعة: ذو النورين عثمان بن عفان ترضّوا عنه! وبعد ستَّ عشرة ركعة: الإمام علي بن أبي طالب ترضّوا عنه! وفي ذلك كلّه يقول المصلّون بصوت جماعيّ مُرتفعٍ، وعلى نغمةٍ واحدة: رضي الله عنه! -أو نحو ذلك مِن كلماتٍ أو تواشيح!!-.- تخصيص صلاة التسابيح في رمضان، وصلاتها جماعةً، أو تخصيص صلاتها ليلةَ القدر!* ومن ذلك صلوات مبتدَعة مخصوصة في رمضان:- صلاة ليلة القدر المسمّاة: صلاة القدر!- صلاة آخر جمعة في رمضان؛ والتي يُسَمّونها: (الجمعة اليتيمة)!! ويصلّيها أهل كلِّ بلد في مسجد مخصوص، فأهل مصر يصلُّونها في جامع عمرو بنِ العاص، وأهل فلسطين يصلّونها في المسجد المنسوب لسيّدنا إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام-، أو المسجد الأقصى!- صلاة المكتوبات الخمس عقب صلاة الجمعة اليتيمة؛ زاعمين أنّها تُكفِّر الذنوب، أو تُكفِّر الصلوات المتروكة!* وكلُّ هذه البدع منتشرةٌ في معظم البلاد، وبعضها يوجد في بعض البلاد دون بعض...ولو استقصينا ذِكرَ البدع كلِّها في جميع البلاد لخرجت هذه الرسالة عن مقصودِها ومُرادِها؛، وإنّما المراد التّنبيه والتّذكير.* فهذا -أخي المسلمُ- مُختصرٌ مِن القولِ حول هدي النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان، وما ينبغي على المسلم سلوكُهُ من وظائفَ شرعيّةٍ في هذا الشهر المبارك، وما يجبُ عليه اجتنابُهُ من بدعٍ ومخالفات...وأمّا الوظيفةُ الكاملةُ التي يجب على المسلم حفظُها في شهرِ الصَّبر هذا، وممارستُها -ظاهراً وباطناً، والمداومةُ عليها-؛ فهي: الكَفُّ عن المساوئ، والصبرُ على الأذى، وحفظُ الباطن، وأداءُ حقّ الظاهر بالالتزام بأحكام الإسلام، والاتباع لسنَّةِ النبي -عليه الصلاة والسلام-.وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين. منشورات مركز الإمام الألباني: رمضان (1424هـ)مركز الإمام الألباني المصدر: موقع مركز الإمام الألباني |
|
المستقبل الباهر
...::| عضــوية خـاصة|::...
عدد المساهمات : 2069
| موضوع: رد: شهر الصيام.. فضائل وأحكام الأحد يوليو 24, 2011 7:14 pm | |
| شكرا لك وبارك الله فيك |
|
ابن العراق
...::| عضــوية خـاصة|::...
عدد المساهمات : 1905
| موضوع: رد: شهر الصيام.. فضائل وأحكام الأحد يوليو 24, 2011 10:15 pm | |
| |
|
hosam
...::| عضــوية خـاصة|::...
عدد المساهمات : 1865
| موضوع: رد: شهر الصيام.. فضائل وأحكام الإثنين يوليو 25, 2011 1:33 pm | |
| |
|
منصورة
...::|المـشرف العـام|::...
عدد المساهمات : 868 العمر : 61
| موضوع: رد: شهر الصيام.. فضائل وأحكام الإثنين يوليو 25, 2011 1:41 pm | |
| بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير جعله الله في ميزان حسناتك
|
|