فانوس رمضان
الفانوس ولد في مصر وهناك
علاقة وطيدة تربط المصريين بالفانوس خلال شهر رمضان المبارك
تعود إلى مئات السنين
وتحديدا مع قدوم الخليفة الفاطمي المعز لدين الله إلى مصر
وذلك في الليلة الخامسة من شهر رمضان
من عام 358 هجرية الموافق 972 ميلادية.
القاهريين خرجوا آنذاك عن بكرة أبيهم لاستقبال الخليفة المعز
بالمشاعل والشموع إلا أنها كانت تنطفئ لقوة الرياح في تلك الليلة
فاهتدى بعض الحدادين إلى طريقة لإدخال
الشموع داخل أقفاص مصنوعة من الزجاج والمعدن لتمنع الهواء
من إطفائها وأطلقوا عليها اسم الفانوس
وأعجبت تلك الفكرة الخليفة
فأمر أن تزين شوارع القاهرة وتضاء
لياليها طوال الشهر الكريم بالفوانيس.
وكلمة فانوس كلمة ينتمي للغة الرومانية القديمة تعني مشعل،
أن الفانوس القديم كان يضاء قبل آلاف السنين بسائل الزيت
قبل اختراع الشموع ثم تطور إلى ان يضاء بسائل الجاز
ثم أخيرا بالكهرباء والبطاريات الجافة.
ومع مرور الوقت صنعت فوانيس أصغر حجما من أجل الأطفال
يحملونها أثناء ذهابهم برفقة السيدات
ليلا حيث كان تمنع المرأة من الخروج بمفردها
وكان الأطفال يجدونها فرصة للهو بعد ذلك بتلك الفوانيس
والسير بها أيضا خلف المسحراتي واستمرت تلك العادة التي حافظ
المصريون عليها جيلا بعد جيل كما أخذتها عنهم بعض الشعوب الإسلامية
كظاهرة تعبر عن البهجة والفرحة بحلول الشهر الفضيل.
من جانب آخر، تأتي موائد الرحمن أحد المظاهر المألوفة في
شهر رمضان الكريم حيث تحظى بدعم كريم من المحسنين
في كافة البلاد الإسلامية.
وتنتشر الموائد منذ مدة طويلة في كل المدن والعواصم العربية
وفي المساجد وأمام المحال الكبرى وفي الشوارع،
ويشرف عليها عدد من المتطوعين بهدف تقديم خدمة متميزة
للصائمين تتناسب مع أهمية هذا الشهر المبارك.
وتجري الاستعدادات على قدم وساق مع حلول الشهر الكريم
حيث يتم شراء جميع المواد اللازمة مع توفير المطبخ
والمخزن واختيار العمالة المأجورة إضافة إلى تعيين الطباخين
لطهي الطعام يوميا. ويقبل على موائد الرحمن
غير القادرين ولتفون على مائدة واحدة وربما تكون هذه هي
المرة الوحيدة والأخيرة التي يرون فيها بعضهم.
ويتسابق أهل الخير في تقديم المساعدات الغذائية والوجبات الغذائية
للصائمين الغير قادرين، وتجد الشوارع تكتظ بشباب
يقفون في وسط الطريق لتوزيع بعض التمرات والعصائر
على من يؤذن المغرب عليهم قبل وصولهم إلى منازلهم.