إظهار الفرح والسرور بقدوم رمضان:
الفرح بمواسم الطاعات والحزن على فواتها أمر متفق عليه عند السلف.
قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ ?للَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس:58].
قال هلال بن يساف: "بالإسلام وبالقرآن"([1]).
وعن أيفع الكلاعي رضي الله عنه قال: لما قدم خراج العراق إلى عمر رضي الله
عنه، خرج عمر رضي الله عنه ومولى له، فجعل يعد الإبل، فإذا هو أكثر من ذلك،
فجعل عمر رضي الله عنه يقول: الحمد لله. وجعل مولاه يقول: هذا والله من
فضل الله ورحمته. فقال عمر رضي الله عنه: كذبت، ليس هذا، هو الذي يقول:
{قُلْ بِفَضْلِ ?للَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ
خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]، وهذا مما تجمعون([2]).
قال القاسمي: "{قُلْ بِفَضْلِ ?للَّهِ} يعني القرآن الذي أكرموا به
{وَبِرَحْمَتِهِ} يعني الإسلام، {فَبِذَلِكَ} أي فبمجيئهما
{فَلْيَفْرَحُواْ} أي لا بالأمور الفانية القليلة المقدار، الدنيئة القدر
والوقع، {هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ} أي من الأموال وأسباب الشهوات،
إذ لا ينتفع بجميعهما ولا يدوم، ويفوت به اللذات الباقية، بحيث يحال بينهم
وبين ما يشتهون. والفاء داخلة في جواب شرط مقدر، كأنه قيل: إن فرحوا بشيء
فبهما فليفرحوا"([3]).