صيام العشر أو التسع الأيام من ذي الحجة:
قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من
هذه الأيام))، يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل
الله؟! قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم
يرجع من ذلك بشيء))([14]).
قال ابن حجر: "واستدل به على فضل صيام عشر ذي الحجة ؛ لاندراج الصوم في العمل"([15]).
وعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسعاً من ذي الحجة، ويوم
عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر وخميسَين([16]).
وقال الحسن: (صيام يوم العشر يعدل شهرين)([17]).
قال ابن رجب: "وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقد
تقدم عن الحسن وابن سيرين وقتادة ذكر فضل صيامه، وهو قول أكثر العلماء، أو
كثير منهم.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم صائماً العشر قطّ)،... وقد اختلف جواب الإمام أحمد عن هذا
الحديث، فأجاب مرّة بأنه قد رُوي خلافه، ... وأجاب أحمد مرّة أخرى بأن
عائشة أرادت أنه لم يصم العشر كاملاً، يعني: وحفصة أرادت أنه كان يصوم
غالبه، فينبغي أن يُصام بعضه، ويُفطر بعضه. ثم ناقش ابن رجب الجواب
الثاني([18]).