رمضان مدرسة الأجيال
إخواني
الصائمين: في رمضان تتربى الأمة على الجدّ، وأمة الهزل أمة مهزومة، في
رمضان يتربّى أفراد الأمة على عفة اللسان، وسلامة الصدور، ونقاء القلوب،
وتطهيرها من أدران الأحقاد والبغضاء، والحسد والغلّ والشحناء، ولا سيّما من
طلبة العلم، والمنتسبين إلى الخير والدعوة والإصلاح؛ فتجتمع القلوب،
وتتوحّد الجهود، ويتفرّغ الجميع لمواجهة العدو المشترك، ونتخلى جميعاً عن
تتبع السقطات، وتلمّس العثرات، والنفخ في الهنّات، والحكم على المقاصد
والنيات.
في رمضان: يطلب من شبابنا تحقيق دورهم، ومعرفة رسالتهم، وقيامهم بحق ربهم، ثم حقوق ولاتهم ووالديهم ومجتمعهم.
في
رمضان: تتجسد ملامح التلاحم بين المسلمين رعاتهم ورعاياهم، علمائهم
وعامّتهم كبيرهم وصغيرهم؛ ليكون الجميع يداً واحدةً، وبناءً متكاملاً؛
لدفع تيارات الفتن، وأمواج المحن؛ أن تخرق السفينة، وتفوّض البناء، ويحصل
جرّاءها الخلل الفكريّ والاجتماعي.
في
رمضان: تكثر دواعي الخير، وتقبل عليه النفوس؛ فهو فرصة اادعاة والمصلحين،
وأهل الحسبة والتربويين: أن يصلوا إلى ما يريدون من خير للأمة بأحسن
أسلوب وأقوم منهاج؛ فالفرصة مؤاتية، والنفوس مقبلة.
فاتقوا
الله - عباد الله - وأدركوا حقيقة الصوم وأسراره، وتعلموا آدابه وأحكامه،
واعمروا أيامه ولياليه بالعمل الصالح، وصونوا صومكم عن النواقض والنواقص،
وجدّدوا التوبة وحققوا شروطها؛ لعل الله أن يتجاوز عن ذنوبكم، ويجعلكم من
المرحومين المعتقين من النار بمنّه وكرمه.