رمضان وحال الأمة
إخواني
الصائمين: إنه ليَجدُر بالأمة الإسلامية التي تعيش اليوم مرحلة من أشد
مراحل حياتها: أن تجعل من هذا الشهر نقطة تحوُّل، من حياة الفرقة
والاختلاف، إلى الاجتماع على كلمة التوحيد والائتلاف، وأن يكون هذا الشهر
مرحلة تغيّر في المناهج والأفكار والآراء، في حياة الأمم والأفراد؛ لتكون
موافقةً للمنهج الحق الذي جاء به الكتاب والسنة، وسار عليه السلف الصالح -
رحمهم الله - وبذلك تُعيد الأمة مجدها التليد، وماضيها المشرق المجيد،
الذي سطّره تاريخ المسلمين الزاخرُ بالأمجاد والانتصارات في هذا الشهر
المبارك؛ وما غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، ومعركة حطين، ووقعة عين جالوت،
وغيرها إلا شواهدُ صدق على ذلك.
إخوة الإسلام: يحل بنا شهرنا الكريم، وأمّتنا الإسلامية لا زالت تعاني جراحات عُظمى، وتُعايش مصائب كبرى.
فبأي
حال يستقبل المسلمون في الأرض المباركة من جوار الأقصى المبارك هذا الشهر
الكريم، وهم لا زالوا يُعانون صَلَفَ الصهاينة المجرمين؟!
بأي
حال يعيش إخوانكم المبعدون المشرّدون عن ديارهم وأهليهم وأموالهم؟! وما
استمرار قضية أولى القبلتين، ومسرى سيد الثقلين، وثالث المسجدين الشريفين،
ما استمرار تلك القضية المأساوية إلا تحدّ سافر من إخوان القردة
والخنازير، لكل مبادئ الدين والعقل، والحق والعدل، والسلام والأمن.
بأي
حال يستقبل إخوانكم المسلمون في أماكن كثيرة من العالم هذا الشهر الكريم
وهو يعانون أبشع حرب إبادة عرفها التاريخ المعاصر؟! ويعانون حياة الجوع
والتقتيل والتشريد؟!