تنشيط نظام المناعة بالصيام
من أهم الفوائد التي يقدمها الصيام أنه ينشط نظام المناعة للجسم، ونحن
نعلم أن جهاز المناعة هو بمثابة الجنود التي تحرس الجسم وتهاجم الفيروسات
والبكتريا الضارة وتدافع عن الجسم ضد أي جسم غريب يدخل إلى الجسم. ولذلك
فإن الصيام يقوي هذه "الجنود" ويزيد من نشاطها وكفاءتها، وبالتالي فهو يعمل
كسلاح فعال يساعد الجسم على الدفاع عن نفسه.
التغذية الصحية والصوم ينشط الدماغ ويقي من الخرف
يقول البروفسور الألماني هانزديتليف فاسمان (مدير قسم جراحة الأعصاب في
مستشفى مونستر الجامعي) إن التغذية الصحية أو الصوم من وقت لآخر يعد
"منشطاً للمخ". ويؤكد أن تناول كميات محدودة من السعرات الحرارية أو
الكثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة كتلك الموجودة في السمك وبذور
الكتان تمنع حدوث اضطرابات في وظائف المخ، كما تقلل من خطورة التعرض للخرف
أو السكتة الدماغية.
وأوضح الطبيب الألماني أن التقارير التي تجرى حول الحالة الصحية
للمسنين واختبارات الذاكرة أظهرت أن الأطعمة التي تحتوي على كمية قليلة من
السعرات الحرارية والأغذية الغنية بالحمض الدهني (أوميجا 3) تزيد من
كفاءة توصيل الإشارات في المخ.
وأضاف أن النظام الغذائي الصحي يبقي القدرة على التعلم في الكبر مدة
أطول، كما يقاوم التراجع في الأداء الوظيفي للمخ المرتبط بكبر السن. وعن
دور الصوم في تحسين وظائف المخ، أشار فاسمان إلى أن الأبحاث التي تجرى في
الدول الإسلامية التي يصوم مواطنوها شهر رمضان من الممكن أن تكشف عن فوائد
الصيام للإنسان.
| إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . |
خلايا الدماغ العصبية هي الأكثر أهمية وحساسية بين خلايا الإنسان،
ولذلك فإن الاهتمام بتغذيتها بشكل صحي هو أفضل طريقة لتجنب الكثير من
الأمراض. ويؤكد العلماء أن الصوم يلعب دوراً كبيراً في تنشيط خلايا الدماغ
وجعلها تعمل بكفاءة أكبر.
وهنا أود أن أتوقف معكم لأتذكر تعاليم ديننا الحنيف التي سبقت علماء
الغرب إلى هذه النصائح الطبية! فالقرآن يؤكد على عدم الإسراف في الطعام
والشراب،
وهو ما يؤكده العلماء اليوم. يقول تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا
تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31]. فهذه الآية
تكفي للوقاية من جميع الأمراض، لأن معظم الأمراض سببها الغذاء غير الصحي
والدسم جداً!
كذلك أتذكر معكم آية الصوم التي قال فيها تبارك وتعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:
184]. ونتذكر أن نبيّ الرحمة صلى الله عليه وسلم لم يكن يكتفي بصيام
رمضان، بل كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويأمر بذلك، وقد ثبُت أن جسم
الإنسان بحاجة "لاستراحة" من الطعام والشراب بين الحين والآخر. فهل نقتدي
بهذا النبي الرحيم؟