مصاحبة القرآن
ومن المعالم الأخرى في حياته صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه في رمضان،
مصاحبته للقرآن العظيم، وعيشه معه، وتدارسه لآياته مع جبريل عليه السلام،
ولِمَ لا؟ وهذا الشهر هو شهر القرآن: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى
للناس وبينات من الهدى" والفرقان } [ البقرة ].
وقد أخذ القرآن الحظ الأوفى والدقائق الغالية والساعات الثمينة من حياته
صلى الله عليه وسلم، فهو معجزته الكبرى الخالدة.. وهو نور وهداية للعالمين،
أمره الله تعالى أن يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، وقال سبحانه: { ورتل
القرآن ترتيلا } [ المزمل : 4 ].
ولم يكن صلى الله عليه وسلم تالياً للقرآن بلسانه فحسب حاشا وكلا وهو الذي
أدبه ربه فأحسن تأديبه بل كان ينعكس القرآن على سلوكه وجوارحه، في ليله
ونهاره، في إقامته وأسفاره، في غضبه وعند رضاه، في سره وفي علانيته، ولذا
سئلت عائشة رضي الله عنها كما في صحيح مسلم عن خلقه عليه السلام، فقالت:
"كان خلقه القرآن".