موضوع: الإكثــار من العــبادة السبت يوليو 30, 2011 3:14 am
الإكثــار من أنـــواع العــبادة" وكان هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان : الإكثار من أنواع العبادات ، فكان جبريل _عليه السلام _ يدارس القرآن في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ؛ يكثر فيه من الصدقة والإحسان ، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والإعتكاف . وكان يخُص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ، ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة . وكان ينهى أصحابه عن الوصال ، فيقولون له : إنك تواصل فيقول " لست كهيئيكم ، إني أبيتُ " _ وفي رواية "إني أظلُّ" _عند ربي يطعمني ويسقيني " (متفق عليه ) . وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة للأمة واذن فيه إلى السحر ، وفي صحيح البخاري ، عن أبي وقاص سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " لا تواصلوا ، فأيكم أراد أن يوصل ، فيواصل إلى السحر " فهذا أعد الوصال ، وأسهله على الصائم ، وهو في الحقيقة بمنزلة عشائه إلا أنه تأخر ، فالصائم له في اليوم والليلة أكله فإذا أكلها في السَّحر ،كان قد نقلها من أول الليل إلى آخره .
"هديه صلى الله عليه وسلم في ثبوت الشهر " وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل في صوم إلا برؤية محققة ، أو بشهادة شاهد واحد ، كما صام بشهادة ابن عمر ، وصام مرّة بشهادة أعرابي واعتمد على خبرهما ، ولم يكلفهما لفظ الشهادة ، فإن كان ذلك إخباراً فقد اكتفى في رمضان بخبر الواحد وإن كان شهادة فلم يكلف الشاهد لفظ الشهادة ، فإن لم تكن رؤية ولا شهادة أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً . وكان إذا حال ليلة الثلاثين دون منظره غيم أو سحاب ، أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً ، ثم صامه . ولم يكن يصوم يوم الإغمام ، ولا أمر به بل أمر بأن تُكمل عدة شعبان ثلاثين إذا غُمَّ ، وكان يفعل ذلك ، فهذا فعله ، وهذا أمره . ولا يناقض هذا القول : " فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له " (متفق عليه ) فإن القدر : هو الحساب المقدَّر والمراد به : إكمال عدة الشهر الذي غُمَّ ، كما قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري : "فأكملوا عدة شعبان " .