حب الرسول لمعاذ بن جبل
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب معاذ بن جبل رضي الله عنه، ومعاذ يبادله الحب ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يظهر لمعاذ هذا الحب ويقسم على ذلك ، فقد روى الإمام احمد بن حنبل ررضي الله عنه في إسناده إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا معاذ ن إني لأحبك ، فقلت : يا رسول الله وأنا والله أحبك ، قال : فإني أوصيك بكلمات تقولهن في كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده بإسناده إلى عاصم بن حميد عن معاذ قال : لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه الرسول صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب والرسول صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته ، فلما فرغ قال:يا معاذ ، إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا ، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا أو قبري ، فبكى معاذ جشعاً لفراق الرسول صلى الله عليه وسلم
تأمل معي عزيزي القارئ كيف يودع رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ، فإن هذا الوداع يدل على أن قلب النبي صلى الله عليه وسلم مفعم بحب معاذ
تتابعت المصائب على معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ، فقد ماتت زوجتاه وأصيب ولده وبكره عبدالرحمن بالطاعون ، وكان يكنى به وأحب الخلق إليه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب إلى المسجد فصلى ثم عاد منه فوجد ولده مكروباً ، فقال: يا عبدالرحمن:كيف أنت ؟فاستجاب له فقال:يا أبت (الحق من ربك فلا تكن من المحترين)فقال معاذ:وأنا إن شاء الله ستجدني من الصابرين ، فأمسكه ليلة ثم دفنه من الغد فطعن معاذ فقال حين اشتد به النزع-نزع الموت-فنزع نزعاً لم ينزعه أحد ، وكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه ثم قال : رب اخنقني خنقتك ، فوعزتك إنك لتعلم ان قلبي يحبك