البشارة والتهنئة بقدوم شهر رمضان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم
رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء،
وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة هي خير من
ألف شهـر، من حُرِم خيرها فقـد حُـرم)) ([1]).
وما يُروى في الباب من حديث سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: ((أيها الناس قد أظلّكم شهر
عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة،
وقيام ليله تطوعاً، ...)) الحديث: فلا يصح([2]).
وحديث أبي هريرة المتقدم أصلٌ في تبشير وتهنئة الناس بعضهم بعضاً بقدوم شهر
رمضان. قال ابن رجب: "كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟! كيف لا يبشر
المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشر العاقل بوقـتٍ يغل فيـه
الشيطان؟! من أين يشبه هـذا الزمان زمان؟!"([3]).
-------------------------------------------------------------------------------
([1]) أخرجه النسائي (4/129) في الصوم، باب: فضل شهر رمضان، بسند صحيح، عن
بشر بن هلال قال: حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن أبي قلابة به. وصححه
الألباني في صحيح سنن النسائي (1992).
([2]) ابن خزيمة (1887) ك: الصيام، باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر. من
طريق علي بن حجر السعدي ثنا يوسف بن زياد ثنا همام بن يحيى عن علي بن زيد
بن جدعان عن سعيد بن المسيب به. وأخرجه الحارث في مسنده (321) وانظر:
المطالب العالية، (1047) ك: الصوم، باب فضل شهر رمضان من طريق عبد الله بن
بكر حدثني بعض أصحابنا رجلٌ يقال له: إياس، رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب
به، وعند البيهقي في الشعب (3608) عن عبد الله بن بكر السهمي ثنا إياس بن
عبد الغفار عن علي بن زيد به، والمحاملي في أماليه (293) من طريق الحسين
ثنا سعيد بن محمد بن ثواب ثنا عبد العزيز بن عبد الله الجدعاني ثنا سعيد بن
أبي عروبة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب به. والحديث مداره على علي بن
زيد بن جدعان، وهو ضعيف، انظر: التقريب (4768)، تهذيب الكمال (2/434)،
المجروحين لابن حبان (2/78) ط السلفي.
([3]) لطائف المعارف (ص279).