صوم أيام التشريق تطوعاً:
عن نبيشة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب)) وفي رواية: ((وذكر لله))([15]).
عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان أيام
التشريق فنادى: ((أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأيام منى أيام أكل
وشرب))([16]).
قال ابن عبد البر: "وأما صيام أيام التشريق فلا خلاف بين فقهاء الأمصار
فيما علمت أنه لا يجوز لأحد صومها تطوعاً، وقد روي عن الزبير وابن عمر
والأسود بن يزيد وأبي طلحة ما يدل على أنهم كانوا يصومون أيام التشريق
تطوعاً، وفي أسانيد أخبارهم تلك ضعفٌ.
وجمهور العلماء من الفقهاء وأهل الحديث على كراهية ذلك...." ([17]).
قال الحافظ ابن رجب: "إنما نهى عن صيام أيام التشريق لأنها أعياد المسلمين
مع يوم النحر، فلا تصام بمنى ولا غيرها عند جمهور العلماء خلافاً لعطاء في
قوله: إن النهي يختص بأهل منى، وإنما نهى عن التطوع بصيامها سواء وافق عادة
أو لم يوافق، فأما صيامها عن قضاء فرض أو نذر أو صيامها بمنى للمتمتع إذا
لم يجد الهدى ففيه اختلاف مشهور بين العلماء، ولا فرق بين يومٍ منها ويوم
عند الأكثرين، إلا عند مالك فإنه قال في اليوم الثالث منها يجوز صيامه عن
نذر خاص"([18]).