صيام يوم النيروز والمهرجان بغير قصد التعظيم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما النيروز والمهرجان ونحوهما من أعياد
المشركين، فمن لم يكره صوم يوم السبت من الأصحاب وغيرهم، قد لا يكره صوم
ذلك اليوم ؛ بل ربما يستحبه لأجل مخالفتهم، وكرههما أكثر الأصحاب. وقد قال
أحمد في رواية عبد الله: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن أنس والحسين:
كرها صوم يوم النيروز والمهرجان، وقد اختلف الأصحاب هل يدل ذلك على مذهبه؟
على وجهين:
وعللوا ذلك بأنهما يومان تعظمهما الكفار، فيكون تخصيصهما بالصيام دون
غيرهما موافقةً لهم في تعظيمهما فكُره، كيوم السبت، قال الإمام أبو محمد
المقدسي: وعلى قياس هذا ؛ كل عيدٍ للكفار، أو يوم يفردونه بالتعظيم([1]).
وقد يُقال: يكره صوم يوم النيروز والمهرجان، ونحوهما من الأيام التي لا
تعرف بحساب العرب بخلاف ما جاء في الحديث من يوم السبت والأحد، فإنهما من
حساب المسلمين، فليس في صومهما مفسدة، فيكون استحباب صوم أعيادهم المعروفة
بالحساب العربي الإسلامي مع كراهة الأعياد المعروفة بالحساب الجاهلي
العجمي، توفيقاً بين الآثار والله أعلم"([2]).
وقال المرداوي: "(يكره صومهما) وهو المذهب، وعليه جماهير الأصحاب، وقطع به
كثير منهم، وهو من مفردات المذهب، واختار المجد أنه لا يكره لأنهم لا
يعظمونهما بالصوم"([3]).