مراحل فرض صيام رمضان :
قال ابن القيم : " وكان للصوم رتب ثلاث:
إحداها : إيجابه بوصف التخيير ، والثاني : تحتمه ، لكن كان الصائم إذا نام
قبل أن يطعم حرم عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة ، فنسخ ذلك
بالمرتبة الثالثة وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة " ([1]) .
دليل المرتبة الأولى :
قال تعالى : {وَعَلَى ?لَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ
فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ
لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184].
قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه : ( لما نزلت {وَعَلَى ?لَّذِينَ
يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى
نزلت الآية التي بعدها فنسختها ) ([2]) .
دليل المرتبة الثانية والثالثة :
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا
يومه حتى
يمسي ، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائماً ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته
، فقال لها : أعندك طعام ؟ قالت : لا ، ولكن انطلق فأطلب لك ، وكان يومه
يعمل ، فغلبته عيناه ، فجاءته امرأته ، فلما رأته قالت : خيبة لك ، فلما
انتصف النهار غشي عليه ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه
الآية : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ?لصّيَامِ ?لرَّفَثُ إِلَى? نِسَائِكُمْ}
[البقرة: 187] ففرحوا بها فرحاً شديداً ، ونزلت : {وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ
حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ
?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ} [البقرة: 187])([3]) .