كيف نستقبل رمضان
ايها الإخوة: إن استقبالنا لرمضان يجب أن يكون - أولاً - بالحمد والشكر لله جل
وعلا، والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم، والتوبة والإنابة من جميع
الذنوب والمعاصي؛ كما يجب الخروج من المظالم وردّ الحقوق إلى أصحابها،
والعمل على استثمار أيّامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً؛ فبهذا الشعور
والاحساس تتحقق الآمال، وتستعيد الأفراد والمجتمعات كرامتها، أما أن يدخل
رمضان ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً، وأعمالاً صورية محدودة الأثر
ضعيفة العطاء، بل لعلّ بعضهم أن يزداد سوءاً وانحرافاً - والعياذ بالله -
فذلك انهزام نفسي، وعبث شيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع.
فلتهنأ
الأمة الإسلامية بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون جميعاً في
مشارق الأرض ومغاربها بهذا الموسم الكريم، إنه فرصة للطائعين للاستزادة من
العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، كيف لا يفرح المؤمن
بتفتيح أبواب الجنان؟! وكيف لا يفرح المذنب بتغليق أبواب النيران؟! يا لها
من فرص لا يحرمها إلا محروم! ويا بشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام
والقيام! فالله الله - عباد الله - في الجد والتشمير، دون استثقال لصيامه،
واستطالة لأيامه، حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه، وتعاطي المفطرات
الحسية والمعنوية!!
حقيقة الصيام
لقد
جهل أقوام حقيقة الصيام؛ فقصروه على الإمساك عن الطعام والشراب؛ فترى
بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق الكذب والبهتان، ويطلقون للأعين والآذان
الحبل والعنان؛ لتقع في الذنوب والعصيان، وقد قال : « من لم يدع قول الزور
والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » [رواه
البخاري].
ولله درّ القائل:
إذا لم يكن في السّمع مني تصاون
وفي بصري غضّ وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوعُ والظمأ
فإن قلتُ إني صُمتُ يوماً فما صُمتُ